بين فكر جماعة الإخوان المسلمون ...وغيرهم من الجماعات الاخرى

من طرف **Anas Hasan** الخميس 28 مايو 2009, 10:31 pm

[size=25]بسم الله الرحمن الرجيم
بين فكر جماعة الإخوان المسلمون ...وغيرهم من الجماعات

مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم , القائل في كتابه العزيز :
" هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة إبراهيم هو سماكم
المسلمين من قبل " ,و الصلاة و السلام على خير البرية , الذي بعث
بالحنيفية السمحة , فكان هاديا الي سبل السلام , و على اله الطيبين
الاطهار , و صحبة الائمة الاعلام , ومن مضى متمسكا بالحق صابرا عليه الى
انتهاء الزمان .., وبعد :

لما انتهى ما حاكه اعداء امتنا عبر الزمان بهدم خلافة الاسلام , خرج من
يدعوا الى اعادة الخلافة الاسلامية على منهج النبوة كما الخلافة الاولى ,
فكانت دعوة الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله , اذ لا يجوز لهذا الدين ان
يهدم او ان يندثر فهذا وعد الله تعالى حيث قال " انا نحن نزلنا الذكر و
انا له لحافظون " فكانت هذه الدعوة نورا وسط الظلام الذى غرقت فيه الامة ,
دعوة تتلمس اصالة المنهج الرباني بكل ما فيه من شمولية و وسطية وسعة ورحمة
وتيسير , وبما فيه من العزة و الكرامة و النخوة و الاباء , بتوازن بين ذلك
كله اهتداء بهدى محمد صلى الله عليه وسلم , فقد كان ارحم الرحماء , واشجع
الشجعان .

هذه الدعوة لم تجد الطريق مفروشة بالورد, بل دربها حفته الاشواك , و امتلأ
بالابتلاء و المحنة ,على جهة من الشدة بحيث تاثرت النفوس و العقول ؛فشكل
مفترق طريق لكل العاملين في حقل الدعوة, فاما التمسك بأصالة المنهج
الاسلامي منهج النبوة على جهة التوازن , أو الانحراف الى تيه الظلم بعدم
الصبر و عدم التحمل , انتظارا لأمر الله .

وقد تثبت الاخوان باصالة منهجهم و بالمضي على طريق الدعوة و الصبر على
طولها , ايمانا بوجوب العمل , و ترك الباقي لله سبحانه وتعالى , فهو يفعل
ما يرد و يختار لعباده ما يشاء, :" لا يسأل عما يفعل وهم يسالون " .

ومن ملامح الفرق الظاهر بين الاخوان و غيرهم من الغلاة المتعجلين يشهد له
ما روي عن خباب رضي الله عنه , قال اتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم و
هو متوسد بردة في ظل الكعبة فشكونا اليه فقلنا الا تدعو الله لنا فجلس
محمرا وجهه فقال : " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض ثم
يؤتى بالمنشار فيجعل على راسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه و يمشط
بامشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه و الله ليتمن
الله هذا الامر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء و حضر موت ما يخاف الا الله
تعالى و الدئب على غنمه و لكنكم تعجلون " ,اخرجه ابو داود وغيره و صححه
الالباني وله شواهد في البخاري ,فهذا الغضب الشديد من النبي صلى الله عليه
وسلم انما سببه ما وجده عند السائلين من عدم الصبر على الدعوة و تعجل
الامر , فلو ان كل من امن اهلك الله من اجله الناس , لهلك الناس وما بقيت
الحياة , ولو ان كل من امن بالله و دعوته حمل السيف في وجه الناس , لهلكت
الدعوة مع نشاتها فلم تقم لها باقية , فالامر يحتاج الى الصبر , وتحمل
الابتلاء والمحنة مهما عظمت , دومنا ان تختل النفوس او العقول , او يختل
اليقين بامر الله و وعده لعباده الصالحين بالنصر و التمكين و اعلاء كلمة
الدين , قال الله تعالى : " وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات
ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي
ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن
كفر بعد ذلك فالئك هم الفاسقون " .

وهذا ما تمسك به الاخوان وتمسكت به حماس على وجه الخصوص , رغم صعوبة
الواقع , بينما تخبط الاخرون من النقيض الى النقيض , وهنا ياتي الحديث عن
اولئك الذين خطوا لانفسهم دربا تبرءوا فيه من الجهاد الامع ولاة الامر ,
وما كان عليهم الا الانتظار حتى تنبعث الهمة و تتحرك النخوة ويفيق الحكام .

ثم ان هؤلاء قد وصفوا الحكام بولاة الامر الذين تجب طاعتهم , وتملقوهم بكل
الاساليب , و هنا لا ندعوا للخروج على الحكام , ولكن الذي نعيبه انهم قد
سبحوا بحمد الحاكم و تشددوا مع الناس فوصفوهم بالضلال و الابداع , حتى
العاملين في حقل الدعوة لحقهم ما لحقهممن الوصف بالابداع والضلال , وهذا
الغلو في مهادنة الحاكم وتضليل الناس ادى مع الزمان الى انفصام في صفوف
هذا الفريق من الناس , فان من اتباع هؤلاء الذي تربى على الشدة في الحكم
على الناس بوصفهم بالابتداع والضلال , نظر الى مخازي الحكام فتطرف في
الحكم عليهم , ودعا الى تفكيرهم واشهار السيف في وجههم , فكان الانحراف من
النقيض الى النقيض .
ولما انضم الى هذا الانحراف سطحية الفهم , بل حرفيته في فهم النصوص , فقد
خرج علينا هؤلاء بتاويلات ما انزل الله بها من سلطان , فان التعامل مع
النص بمعزل عن فهم الشريعة في روحها و مقاصدها , بل نزع النص من سياقه ,
وما احتف به من ظروف يفضي الى فهم النصوص هذا الفهم الخاطئ الذي انتهى بهم
الى منهج التفكير , و استباحة الدماء , و التعبير عن الاسلام بصورة تجافي
حقيقه السمحة .
وهنا لابد من تقرير عدة حقائق تعبر عن صحة ما يتمسك به الاخوان و حماس , وفساد ما يتمسك به الاخرون :

اولا : ان رسالة الاسلام رسالة رحمة , قال الله تعالى عن نبيه فيما بعث به
"وما ارسلناك الا وحمة للعالمين " ,لذلك فاننا لسنا حاقدين على الانسان ,
ولامستبيحين لدمه , بغض النظر عن لونه او جنسه , او عنصره , بل اننا اتباع
الرحمة المهداة الى الانسانية جميعا .

ثانيا :ان الدعوة قبل السيف , واذا كان السيف ضرورة لكل امة للدفاع عن
نفسها وحفظ كيانها , واستعادة حقوقها , و هذا حق الامة الاسلامية كغيرها ,
فان سلاح الدعوة بالتعبير عن الاسلام بقيمه و يسره وسماحته هو الاقوى
والاهم في نشر الدعوة حتى وصلت مشارق الارض ومغاربها .

ثالثا :ان الصبر وعدم التعجل منهج اصيل تمسك به النبي صلى الله عليه وسلم
, و ان المدة التى مكثها النبي صلى الله عليه وسلم , في الدعوة اكبر من
المدة التي اسس فيها الدولة .

رابعا : ان اعظم الاخطار التي هددت الامة عبر التاريخ كانت من اصحاب
الاهواء والامزجة , و الفهم الحرفي و التاويل الذي لا اصل له , ويكفي
شاهدا لذلك ان الخوارج قد قتلوا الامام علي رضي الله عنه بهواهم وقد ظنوا
_قبحهم الله_ انهم يحسنون صنعا , وامثالهم في زمننا كثيرا اولئك الذين
يقتلون الناس مفسدين في الارض وهم يظنون انهم يحسنون صنيعا .

خامسا : من خلال كل هذا الفهم فان حماس تمسك بالسيف بعزة و اقتدار ,
وتستعمله في الوقت المختار , على جهة الاعتبار : "فاعتبروا يا اولي
الابصار " .

وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه , وهدانا سبل السلام

والخير و النجاة .
[/size]

من طرف **حسام شحاته** الجمعة 29 مايو 2009, 1:26 am

رائع ياباشا
تحياتى
مدت الى الامام

بين فكر جماعة الإخوان المسلمون ...وغيرهم من الجماعات الاخرى

بين فكر جماعة الإخوان المسلمون ...وغيرهم من الجماعات الاخرى

رد: بين فكر جماعة الإخوان المسلمون ...وغيرهم من الجماعات الاخرى