رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة))

من طرف **Anas Hasan** السبت 28 مارس 2009, 11:09 am

ملاحظة هذه الرسالة أرسلتها لنا الاخت على موقع طلاب جامعتي المنصورة
واردت انقلها لكم

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الإخوة الأفاضل في موقع عيون الطلبة ( صوت طلاب جامعة المنصوره ) .. تلك الجامعة التى عهدنا منها دائما عشق فلسطين ، ونصرة أهلها

إلى الإخوه فى موقع عيون الطلبه سواء القائمين عليه، أو المتصفحين له، إليكم جميعا، أوجه تحية تحمل بين طياتها عبق الأرض والرباط، وأريج الشهادة والتضحيات، من أرض فلسطين الرباط، ومن غزة هاشم، حياكم الله، وسلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

من قلب الحصار، كان التفوق والازدهار، هكذا هي القصة باختصار، أما تفاصيلها، تحملها لكم السطور التالية، وعسى أن تجدوا فيها ما يفيدكم، وأن يثبتنا الله وإياكم على طريق الحق والصواب.

" بطاقة شخصية "

أنا أختكم في الله "آلاء أحمد"، من فلسطين، أبلغ من العمر 23 عاما، مواليد مصر، بتاريخ 1/7/1985مـ، وعشت فترة من حياتي تقارب 11 عاماً في اليمن، ثم كتب الله لنا العودة إلى ارض الوطن عام 1994مـ، مع القوات الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو.

أنهيت المرحلة الثانوية من القسم الأدبي، بمعدل 91.5%، والتحقت بعدها بكلية الدعوة الإسلامية لدراسة بكالوريوس الدعوة، وأنهيته عام 2006 بمعدل 95.5%، وترتيب الأولى على فلسطين والحمد لله عز وجل، وحاليا أنا ملتحقة بنظام الماجستير، تخصص التفسير وعلوم القرآن، أنهيت منه فصلين دراسيين، بمعدل 95%، وتبقى لي الآن فصلا واحدا، ثم تحضير الرسالة بإذن الله.

بحمد الله تعالى، فإني أحفظ كتاب الله عز وجل كاملا، وحصلت على عدة دورات في القراءات القرآنية المختلفة، ومازلت أطمح لأنهيها كلها بإذنه تعالى، وحاصلة على سندين متصلين بالنبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما غيبي، والآخر شفوي، إضافة إلى عدة دورات في مجالات مختلفة كتنمية الشخصية، والجوانب الإعلامية، واللغات والكمبيوتر، وغيرها.

" عملي "

بعد أن أنهيت البكالوريوس، وكنت الأولى بفضل الله عز وجل، تقدمت بأوراقي إلى وزارة الأوقاف والشئون الدينية، التي تتبع لها الكلية التي تخرجت منها؛ لكي أقوم بالتدريس هناك في نفس الكلية؛ نظرا لأنه لم يسبق أن تم تعيين أحد كمعيد بعد تخرجه من الكلية على مدار السنوات الأربع التي سبقتني، وبحمد الله عز وجل، تمت الموافقة على أن أكون معيدة في الكلية لفصل دراسي واحد، أقوم خلاله بتدريس مادة القرآن الكريم لطلاب السنة الثالثة والرابعة، على نظام الساعة، ثم تم بحمده تعالى بعد ذلك تجديد التعاقد معي، وتحولت من نظام الساعات إلى نظام المكافآت، وأتمنى أن يوفقني الله في ذلك.
وفي الكلية أيضا، إضافة إلى تدريسي مقرر القرآن الكريم، فإنني أعمل مشرفة في مركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية، الذي تم إنشاؤه في الكلية بالتعاون بيني وبين زميلتي التي تم تعيينها معي، وبين إدارة الكلية.
أعمل كذلك في تدريس مقرر اللغة العربية لبعض الطلبة في إحدى جامعات مدينة غزة.
كما عملت لمدة ثلاث سنوات كمسئولة للبرامج الإسلامية في إحدى الإذاعات المحلية.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

من طرف **Anas Hasan** السبت 28 مارس 2009, 11:10 am

رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة)) 2907098885_da349d23ed_o

الطلاب كيف يتفوقوا؟!!

بالتأكيد، فإن كل طالب مهتم بعلمه، يحترم نفسه وعقله، يسعى للتفوق، ولا يتخذ من منابر العلم وسيلة لتحقيق أغراض أخرى، ومن كان كذلك، فإن أهم ما يسعى إليه: كيف أتفوق؟!!
والإجابة عن هذا الأمر، في غاية السهولة والبساطة، فالأمر الأهم من وجهة نظري، إخلاص النية لله عز وجل، وأن يبتغي بعلمه ودراسته وجه الله أولا، ثم الحصول على الدرجات العالية ثانيا، وليست الدرجات هي الأولى، فمتى ما تحقق ذلك، والله سيأتي التفوق تلقائيا، وأنا أتحدث من واقع تجربة شخصية، ففي مرحلتي المدرسية والجامعية والماجستير، ما سعيت إليه فعلا هو أن أخدم ديني بما أتعلمه، لما وضعت هذا الهدف نصب عيني، كان من السهولة علي أن أتفوق في دراستي، حتى إن جاء سؤال في الامتحان فيه نوع من الفلسفة أو حصيلة دراسة مادة كاملة، كنت أجيب عليه بطريقة موفقة للغاية كما يريدها المحاضرون، حتى بات المثل يضرب في لجميع الطلبة والطالبات، وحتى تمنى وزير الأوقاف سابقا أن يكون لديه ولو خمس شباب فقط بمثل روحي وعزمي ومصابرتي لتحقيق ما أريد، وهذا ما كان ليتحقق لولا توفيق الله عز وجل، ووقوفه إلى جانبي والحمد لله.
الأمر الثاني والأهم على طريق التفوق، ألا يعتمد الطالب أو الطالبة مبدأ الحفظ بالنص كما ورد في الكتاب، بل افهم ما يشرح لك، وافهم ما تقرؤه في الكتب، ولا تلتزم بكتاب محدد فقط، بل ابذل جهدك واقرأ من كتب مختلفة تخدمك، ودون كل ما تقرؤه لتجده وقتما تحتاج إليه، فأنت مستقبلا داعية لله بعلمك وأخلاقك، داعية لله بفهمك واطلاعك وثقافتك، فكن النموذج الحسن للمسلم، عل الله يهدي على يديك آخرون، فتكسب خيري الدنيا والآخرة.
والأمر الثالث المهم ،ألا تتذرع بالعقبات كسبب للفشل، بل اتخذها عاملا للتحدي والصمود، لتصل إلى أهدافك، فكثير منا واجهوا المعيقات في حياتهم، فلو مكث كل منهم وتخلى عن طموحه وهدفه لأجل المعيقات، لما حقق شخص ما أراده يوما، لن أقول لكم أننا في فلسطين قدوة لكم في تذليل الصعاب، لعلنا نحن المثل الأبرز الظاهر الذي تظهره كافة وسائل الإعلام، لكن كونوا على ثقة أن في بقاع العالم الإسلامي نماذج أحوالها أسوأ وأصعب، ومع هذا لم تقف عن تحقيق طموحاتها يوما، فلنكن مثلهم، وهذا الكلام، أوجهه لنفسي قبل أن أوجهه لكم، علنا نلتزمه جميعا لنحقق أهدافنا، ونخدم ديننا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة)) 2907098893_4744754b07_o

رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة)) 2907098893_4744754b07_o

رسالة إلى الأخوات في الجامعة ..

التشبث بالدين الإسلامي، ولنتذكر جميعا لحظة الوقوف بين يدي الله عز وجل لنسأل عن شبابنا فيما أفنيناه، كما أوصيهن بالعزيمة والإرادة القوية لتحقيق النجاح الدنيوي والأخروي، فكل شيء يهون أمام الإرادة القوية، فنحن بغزة وفلسطين رغم التحديات التي تجابهنا، وانقطاعنا عن الدراسة لأسابيع وشهور عديدة، ورغم كل التحديات حققنا التفوق، وهذا ما ينبغي أن يكون لدى كل مسلمة ومسلم.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة)) 2907098891_0ab4a9667f_o

رسالة من متفوقه رغم الحصار (( أخت من غزة)) 2907098891_0ab4a9667f_o

رسالة الى موقع عيون الطلبة والعاملين فيه ..

بداية أتمنى من الله عز وجل أن يثبتكم، وأن يكون إلى جواركم، وأن يعينكم على ما تقدمون، ويجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
ولا أقول لكم، إلا ما قيل لي يوما ما، وجعلته نصب عيني في كل ما أقوم به: "أنتم على ثغر من ثغور الإسلام، فاحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلكم".
كان الله في عونكم، وبارك في جهودكم، وسدد على طريق الحق خطاكم، وجعل الجنة مأوانا وإياكم، اللهم آمين.

ختاما
للجميع أقول: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
ولا تنسونا في فلسطين من صالح دعائكم.
حياكم الباري، وحماكم، وسلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

أختكم
آلاء أحمد
قطاع غزه الصامد
فلسطين