بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) –ابوداوود والترمذي- وقد حثّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأمة على الإكثار من الدعاء ورغّبهم فيه ودلّهم على أسباب الاستجابة قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم على وجه الأرض يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) –الترمذي-. وأحسن أحوال الداعي وأحراها بالاستجابة وتحصيل المقصود إذا كان في الصلاة فإنها أحب الأعمال وأجلّ العبادات، وهي أكمل حالات الإنسان وأجلها مظهراً وأعظمها هيبة، لأنها غاية التواضع لعظمة الله ومظهر من مظاهر الذلة لله، والانكسار بين يديه.
وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ كثيرة من الدعاء كان يقولها في الصلاة سواءً قبل البدء في الصلاة أو أثناء الصلاة الصلاة أو بعد الفراغ منها.
ولكن للأسف أن أكثر الناس تعلموا بعض الأدعية والأذكار منذ الصغر وأصبحوا لا يرددون غيرها في الصلاة حتى أصبحت مجرد أقوال يقولها دون تدبر واستشعار لمعانيها وغاب فيها الطلب والإنكسار لله. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار متعددة في كل ركن من أركان الصلاة، فالأفضل للمسلم معرفتها والعمل بها حتى لا يكون تاركاً لشيء من السنة، وحتى لا يشعر بالملل من ترديد ذات الذكر في نفس الوضع من كل صلاة.
ونظراً لكثرة الأذكار الواردة فسأقسم الموضوع لعدة أجزاء أذكر في كل منها الأذكار والأدعية الواردة في بعض مواضع الصلاة.

وفي هذه الحلقة أبدأ بالأذكار والأدعية التي تقال قبل البدء في الصلاة.

أذكار وأدعية الوضوء
اذا دخل الإنسان الخلاء لقضاء الحاجة يدخل برجله اليسرى ويقول (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) –البخاري ومسلم- وتشرع التسمية قبل الذكر. واذا خرج يخرج برجله اليمنى ويقول (غفرانك) – احمد والترمذي-.

واذا أراد الوضوء شرعت له التسمية قبلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) –احمد و ابن ماجه-، وإذا كان المكان هو مكان قضاء الحاجة فالإسرار بالتسمية أفضل.

يتوضأ العبد وضوءاً كاملا سابغاً
فإذا فرغ من الوضوء يقول ( اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) قال صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) – مسلم-

أذكار الأذان
يسن لمن سمع الأذان أن يقول مثل ما يقول، قال صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن) – البخاري ومسلم-
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، قال : أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال : اشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال : حي على الصلاة، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال : الله أكبر الله أكبر، ثم قال : لا إله إلا الله، قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة) –مسلم-.
وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) – مسلم- و الصلاة على الرسول هي الصلاة الابراهيمية كما في التشهد الأخير. أما سؤال الوسيلة فهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة) –البخاري-
وقال صلى الله عليه وسلم (من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه) – مسلم-.

الدعاء عند الخروج من المنزل للصلاة
يشرع أن يقول المسلم عند خروجه من المنزل في أي وقت (باسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضل، أو أزل أو أُزل، أو أظلِم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي) –ابو داوود والترمذي-
كما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى صلاة الصبح وهو يقول: (اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعطني نوراً) – مسلم-.

الدعاء عند دخول المسجد
قال صلى الله عليه وسلم (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) –مسلم-

والله أعلم