والله كلنا مصريون

من طرف **Anas Hasan** الخميس 08 يناير 2009, 3:29 pm

قبل أن يقفَّ شعر القارئ استنكاراً وتعجبا من هذا الموقف الغريب، وكأن
صاحبه يقف في صف ****أقول للقارئ الكريم ، إننا يجب أن نرفع هذا
الشعار اليوم جنبا إلى جنبا مع شعار المرحلة " كلنا فلسطينيون".

إن " مصر " بما تعنيه من مكانة وريادة وسيادة هي اليوم واقعة تحت أشد
محنة مرت بها في تاريخها الحديث، مصر التي هي أم الأمة العربية في أشد
الحاجة لمن يقف معها في وجه جيش "***الصهيوني" ، الذي تقاسم الأدوار من
أجل تدمير مصر وإذلال مصر، فكتائبه العسكرية تفيض بها الأزقة قبل الشوارع
، وتعد الأنفاس قبل التحركات على هذا الشعب الأبي المسلم ، حتى لا تسيل
دمعة حزن، ولا تُسمَع أنَّة عطف على الأشقاء الذين يتعاون على إبادتهم
رجال باراك ، وكتائبُه السياسية تشحذ سكاكين أقلامها السامة
كل صباح لتمطر بها الظهور العارية للمجاهدين بصدورهم في الأرض المقدسة ،
ومرتزقته من دعاة الفتنة ينفخون أشداقهم المثقوبة ليُشِـــبُّوا نار
العنصرية البغيضة ، وقودها الناس والحجارة ، وقودها الشعب المصري الذي
يحاولون أن يخدروه باستخدامهم الدنيء للشعار النبيل :" مصرُ أولاً ومصر
دائما.

نعم ؛ مصرُ أولاً ومصر دائما ، في الجهاد وفي التضحية والمقاومة ،
بشهدائها الذين تفوح دماؤهم الزكية من أرض الرباط والمقاومة قبل أن تبتلى
مصر بالنظام " ****" ، بشهدائها الذين آمنوا بأن مصر أولاً ومصر
دائما في كل فضيلةٍ وخير ، بأن مصر أولاً في عالمها العربي الأدنى ، وفي
عالمها الإسلامي الأكبر.

نعم ؛ مصرُ أولاً ، برجالها العظماء وصحوتها المباركة ، برجال من
طينة " الإمام حسن البنا " ، و" الشهيد سيد قطب " ، و" الشيخ محمد فرغلي "
حملوا هَمَّ أمة الإسلام من المحيط إلى المحيط ، فحملتهم قلوب الأمة من
المحيط إلى المحيط ، لأنهم آمنوا أن مصر أولاً بإسلامها وعروبتها ، وأن عز
المسلمين في عز مصر ، وأن مصر هي الكنانة ، فيكفيهم فضلا على الأمة وعلى
فلسطين خاصة أن حملة الراية اليوم هم أبناؤهم وأبناء أبنائهم.

نعم ؛ مصرُ أولاً ، بأزهرها الشريف الذي كان جامعَ الأمة وجامعَتها ، ورمز
وحدتها وتنوعها وثرائها، بعلمائه الأبرار الذين كانوا المرجع والقدوة ،
حين " كان شيخ الأزهر محمد الحفني قطب رحى الديار المصرية ، ولا يتم أمرٌ
من أمور الدولة وغيرها إلا باطلاعه وإذنه " كما يقول التاريخ القريب ،
بعلمائه الذين استَمدُّوا شرعيتهم من العلم والتقوى والورع ، قبلَ أن
تُصبح الشرعية منَّةً ومنحةً من النظام "".

لا بأزهرها الذي تطأُه أظلاف " اليهود " ، والذي يقول عن المقاومة "
إنها عبثية " ، والذي يصفُ سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأنه " رجل ميت
لا يستطيع الدفاعَ عن نفسه " ، لقد مات الأزهر فواأسفاه !!

لقد آن لنا أن نفرق بين الأنظمة التي تخاف على نفسها أو شعبها وبين
الأنظمة التي تشارك في ذبح شعبها وخيانة أُمتها، وإن النظام ""
في بلاد الكنانة هو في حقيقته نظام احتلال جاثم على صدور أبناء مصر
الأُباة، تماماً كما يجثم "نظام باراك" على صدور أشقائهم على الطرف الآخر
من حدود العار ، ولأن هذه الحقيقة قد صارت أكبر من الشمس في رابعة النهار
، فلا يجوز لأحد من إخواننا في مصر التي نعتبرها الرائدة والقائدة أن
ينخدع بتضليل الإعلام الرسمي ***حين يحاول زرع الفتنة بين أبناء
الأمة الواحدة.

فالذين يقتحمون سفارة مصر في صنعاء أو في دمشق أو الخرطوم
إنما يقدمون أعظم آيات التعاطف مع إخوانهم المصريين الذين يود كل واحد
منهم لو يقتحم قصور **** ، لا سفاراتهم فقط .

نعم ؛ كلنا مصريون ، وكلنا مسلمون، وكلنا أمة واحدة وشعب واحد ،وكلنا لأنظمة الخيانة في رام الله وفي القاهرة معارضون وكارهون.

[/size][/size]