أنيس النفوس

من طرف **خالد اللامي** السبت 05 مايو 2012, 2:04 am

حياتي برغم البين يطربها الشعر
ففجري له شطر و ليلي له شطرُ

ولكنني آمنت بالفجر آية
سماوية التنزيل يحلو بها الذكر

و أنكرت ليلي كافرآ بوجوده
وان كان ! لو لا الليل ما طلع الفجر

فما بات في عيني سوى ظل دمعة
و لو لا الدموع الغزر ما نفع الصبر

أريح بها عن آهة قد كتمتها
و أن كان بعض الحين ينهتك الستر

و أطوي لهيب النار بين جوانحي
ولكنه يطغى فيلتهب الصدر

أخاف على قلبي ففيه أحبه
بأعماقه حلوا و في معظمه سر

أخاف عليه أن تذيب قلبه
شظايا من النيران أضرمها الهجر

تمر به الذكرى فتطفئ ناره
مرارآ و أحيانآ يسجرها الذكر

ومازلت مذهولآ تسيرني النوى
فما كان لي نهي و لا كان لي أمر

اذا نمت اطياف الحبيب تزورني
فتنهش في صدري كما ينهش النسر

و تغرز في قلبي مخالب نقمة
و في كبدي الحرى يغوص لها ظفر

و بين فؤادي مرة تغتلي دمآ
و أخرى تصبت منه أدمعه الحمر

فلم أدر أذ أشكو بأي مصيبة
فهن كنجم الليل ليس لهن حصر

و لست أذا أشكو بكيت و أنما
أهدهد لي قلبآ يغالبه الفكر

و ما أهتز مهد الطفل ألا لغاية
تفسرها ألايام و أن مده العمر

و ما ثمل السكران لولا همومه
وكم من فتى سكران ما مسه الخمر

و عشت مع الذكرى كما عاش مدنفآ
به و له يذكيه ما يفعل الجمر

يبث لنجم الليل شكوى غرامه
و كم مرة قد غار من حبه البدر

و أني رأيت العمر ما يفعل الهوى
فلولا الهوى المشبوب ما كان لي عمر

و ما قيمة ألايام أن لم يكن بها
حبيب يناغي الروح ان نابها أمر

تنادمه في الليل و هي مشوقة
فتحيا و أياه الصبابه و السحر

و تبني من ألامال قصر غرامها
و لولا طيوف الحب ما شيد القصر

أنا ذلك الصبي الذي مسه الهوى
و أنتم له و الله أحبابه الطهر

فرفقآ بهذا القلب بث غرامه
وعرف الهوى العذري أن يكتم السر

و لكنني و الصبر هد أضالعي
جهرت بما قد ضاق من كتمه السر

فمعذرة أن كان ذاك يسوؤكم
فلابد للعشاق في عشقهم عذر

بعدت و في قلبي لواعج نقمة
و عدت وفي جنحي أشواقي الكثر

و عشت على بعدي كأني بقفرة
و أن لم يكن في القلب من ذكركم قفر

تعطره الذكرى فتعبق نسمة
و تنعشه أخرى فينتشر العطر

و تبعث في نفسي كما يبعث الندى
اذا أنثال عند الفجر و أبتسم الزهر

رأيت الزمان الغر أهوج أرعنآ
فهل نرتجي خيرآ اذا دهرنا غر

يقود سفن الناس بحري غمرة
و من سوء ألاقدار أن يهدر البحر